Follow M3LooMaT_Group on Twitter

الأربعاء، 12 يناير 2011

Pic 4 Ur Phone




 



















 
 

بس دقيقة !

كنت أقف منتظراً دوري أمام شباك التذاكر لأشتري بطاقة سفر بالحافلة إلى مدينة تبعد حوالي 330كم
وكانت أمامي سيدة ستينية تحول بيني وبين شباك التذاكر وطال حديثها مع الموظفة التي قالت لها في لنهاية: الناس ينتظرون، أرجوكِ تنحّي جانباً
فابتعدت المرأة خطوة واحدة لتفسح لي المجال، وقبل أن أشتري بطاقتي سألت الموظفة عن المشكلة، فقالت لي بأن هذه المرأة معها ثمن بطاقة السفر وليس معها يورو واحد قيمة بطاقة دخول المحطة، وتريد أن تنتظر الحافلة خارج المحطة وهذا ممنوع.
قلتُ لها: هذا يورو وأعطها البطاقة. وتراجعتُ قليلاً وأعطيتُ السيدة مجالاً لتعود إلى دورها بعد أن نادتها الموظفة مجدداً
اشترت السيدة بطاقتها ووقفت جانباً وكأنها تنتظرني، فتوقعت أنها تريد أن تشكرني، إلا أنها لم تفعل، بل انتظرتْ لتطمئن إلى أنني اشتريت بطاقتي وسأتوجه إلى ساحة الانطلاق، فقالت لي بصيغة الأمر: احمل هذه... وأشارت إلى حقيبتها
 كان الأمر غريباً جداً بالنسبة لهؤلاء الناس الذين يتعاملون بلباقة ليس لها مثيل. بدون تفكير حملت لها حقيبتها واتجهنا سوية إلى الحافلة،
ومن الطبيعي أن يكون مقعدي بجانبها لأنها كانت قبلي تماماً في الدور
حاولت أن أجلس من جهة النافذة لأستمتع بمنظر تساقط الثلج الذي بدأ منذ ساعة إلا أنه بدأ يمحو جميع ألوان الطبيعة معلناً بصمته الشديد: أنا الذي آتي لكم بالخير وأنا من يحق له السيادة الآن
لكن السيدة منعتني وجلستْ هي من جهة النافذة دون أن تنطق بحرف
فرحتُ أنظر أمامي ولا أعيرها اهتماماً، إلى أن التفتتْ إلي تنظر في وجهي وتحدق فيه، وطالت التفاتتها دون أن تنطق ببنت شفة وأنا أنظر أمامي، حتى إنني بدأت أتضايق من نظراتها التي لا أراها لكنني أشعر بها فالتفتُ إليها. عندها تبسمتْ قائلة: كنت أختبر مدى صبرك وتحملك
صبري على ماذا؟
على قلة ذوقي، أعرفُ تماماً بماذا كنتَ تفكر
لا أظنك تعرفين، وليس مهماً أن تعرفي
حسناً، سأقول لك لاحقاً، لكن بالي مشغول كيف سأرد لك الدين
الأمر لا يستحق، لا تشغلي بالك
عندي حاجة سأبيعها الآن وسأرد لك اليورو، فهل تشتريها أم أعرضها على غيرك؟
هل تريدين أن أشتريها قبل أن أعرف ما هي؟
- إنها حكمة. أعطني يورو واحداً لأعطيك الحكمة
وهل ستعيدين لي اليورو إن لم تعجبني الحكمة؟
لا فالكلام بعد أن تسمعه لا أستطيع استرجاعه، ثم إن اليورو الواحد يلزمني لأنني أريد أن أرد به دَيني
أخرجتُ اليورو من جيبي ووضعته في يديها وأنا أنظر إلى تضاريس وجهها
لا زالت عيناها تلمعان كبريق عيني شابة في مقتبل العمر، وأنفها الدقيق مع عينيها يخبرون عن ذكاء ثعلبي، مظهرها يدل على أنها سيدة متعلمة، لكنني لن أسألها عن شيء، أنا على يقين أنها ستحدثني عن نفسها فرحلتنا لا زالت في بدايتها، أغلقت أصابعها على هذه القطعة النقدية التي فرحت بها كما يفرح الأطفال عندما نعطيهم بعض النقود وقالت: أنا الآن متقاعدة، كنت أعمل مدرّسة لمادة الفلسفة، جئت من مدينتي لأرافق إحدى صديقاتي إلى المطار. أنفقتُ كل ما كان معي وتركتُ ما يكفي لأعود إلى بيتي، إلا أن سائق التكسي أحرجني وأخذ مني يورو واحد زيادة، فقلت في نفسي سأنتظر الحافلة خارج المحطة، ولم أكن أدري أنه ممنوع
أحببتُ أن أشكرك بطريقة أخرى بعدما رأيت شهامتك، حيث دفعت عني دون أن أطلب منك. الموضوع ليس مادياً. ستقول لي بأن المبلغ بسيط، سأقول لك أنت سارعت بفعل الخير ودونما تفكير.
قاطعتُ المرأة مبتسماً: أتوقع بأنك ستحكي لي قصة حياتك، لكن أين البضاعة التي اشتريتُها منكِ؟ أين الحكمة؟
- "بَسْ دقيقة"
سأنتظر دقيقة
لا، لا، لا تنتظر. "بَسْ دقيقة"... هذه هي الحكمة
ما فهمت شيئاً
لعلك تعتقد أنك تعرضتَ لعملية احتيال
ربما
سأشرح لك: "بس دقيقة"، لا تنسَ هذه الكلمة. في كل أمر تريد أن تتخذ فيه قرارا
عندما تفكر به وعندما تصل إلى لحظة اتخاذ القرار أعطِ نفسك دقيقة إضافية، ستين ثانية
هل تعلم كم من المعلومات يستطيع دماغك أن يعالج خلال ستين ثانية في هذه الدقيقة التي ستمنحها لنفسك قبل إصدار قرارك قد تتغير أمور كثيرة
ولكن بشرط
وما هو الشرط
أن تتجرد عن نفسك، وتُفرغ في دماغك وفي قلبك جميع القيم الإنسانية والمثل الأخلاقية دفعة واحدة وتعالجها معالجة موضوعية ودون تحيز، فمثلاً: إن كنت قد قررت بأنك صاحب حق وأن الآخر قد ظلمك
فخلال هذه الدقيقة وعندما تتجرد عن نفسك ربما تكتشف بأن الطرف الآخر لديه حق أيضاً، أو جزء منه، وعندها قد تغير قرارك تجاهه
إن كنت نويت أن تعاقب شخصاً ما فإنك خلال هذه الدقيقة بإمكانك أن تجد له عذراً فتخفف عنه العقوبة أو تمتنع عن معاقبته وتسامحه نهائياً
 دقيقة واحدة بإمكانها أن تجعلك تعدل عن اتخاذ خطوة مصيرية في حياتك لطالما اعتقدت أنها هي الخطوة السليمة، في حين أنها قد تكون كارثية
دقيقة واحدة ربما تجعلك أكثر تمسكاً بإنسانيتك وأكثر بعداً عن هواك
دقيقة واحدة قد تغير مجرى حياتك وحياة غيرك، وإن كنت من المسؤولين فإنها قد تغير مجرى حياة قوم بأكملهم
هل تعلم أن كل ما شرحته لك عن الدقيقة الواحدة لم يستغرق أكثر من دقيقة واحدة
- صحيح، وأنا قبلتُ برحابة صدر هذه الصفقة وحلال عليكِ اليورو
تفضل، أنا الآن أردُّ لك الدين وأعيد لك ما دفعته عني عند شباك التذاكر
والآن أشكرك كل الشكر على ما فعلته لأجلي
أعطتني اليورو. تبسمتُ في وجهها واستغرقت ابتسامتي أكثر من دقيقة
لأنتبهه إلى نفسي وهي تأخذ رأسي بيدها وتقبل جبيني قائلة: هل تعلم أنه كان بالإمكان أن أنتظر ساعات دون حل لمشكلتي
فالآخرون لم يكونوا ليدروا ما هي مشكلتي، وأنا ما كنتُ لأستطيع أن أطلب اليورو من أحد
حسناً، وماذا ستبيعيني لو أعطيتك مئة يورو
سأعتبره مهراً وسأقبل بك زوجاً
علتْ ضحكتُنا في الحافلة وأنا أُمثـِّلُ بأنني أريد النهوض ومغادرة مقعدي هربا وهي تمسك بيدي قائلة: اجلس فزوجي متمسك بي وليس له مزاج أن يموت قريباً
وأنا أقول لها: "بس دقيقة"، "بس دقيقة"
لم أتوقع بأن الزمن سيمضي بسرعة. حتى إنني شعرت بنوع من الحزن عندما غادرتْ الحافلة عندما وصلنا إلى مدينتها في منتصف الطريق تقريباً، وقبل ربع ساعة من وصولها حاولتْ أن تتصل من جوالها بابنها كي يأتي إلى المحطة ليأخذها،
ثم التفتتْ إليّ قائلة: على ما يبدو أنه ليس عندي رصيد. فأعطيتها جوالي لتتصل، المفاجأة أنني بعد مغادرتها للحافلة بربع ساعة تقريباً استلمتُ رسالتين على الجوال، الأولى تفيد بأن هناك من دفع لي رصيداً بمبلغ يزيد عن 10 يورو
والثانية منها تقول فيها: كان عندي رصيد في هاتفي لكنني احتلتُ عليك لأعرف رقم هاتفك فأجزيكَ على حسن فعلتك
إن شئت احتفظ برقمي، وإن زرت مدينتي فاعلم بأن لك فيها أمّاً ستقبلك
فرددتُ عليها برسالة قلت فيها: عندما نظرتُ إلى عينيك خطر ببالي أنها عيون ثعلبية لكنني لم أجرؤ أن أقولها لك
أتمنى أن تجمعنا الأيام ثانية، أشكركِ على الحكمة واعلمي بأنني سأبيعها بمبلغ أكبر بكثير."بس دقيقة
حكمة أهديها لك، فمن يقبلها مني في زمن نهدر فيه الكثير من الساعات دون فائدة..؟

الاثنين، 3 يناير 2011

زلات التفكير


زلات التفكير

التفكير هو وظيفة العقل الأساسية ،
 والتفكر والتدبر والتأمل كلها مسميات لعملية تجعل العقل "عقلاً"



المزلة الأولى : تعميم الحالات الخاصة

بعض الناس نظرته جزئية للأحداث، والقياس عنده على ما يراه دائمًا مطّرد، فما يحصل له يظنه حاصلًا للجميع، وما يسمع عنه يظنه كذلك عند غيره، فحين يعنفها زوج: ترى الرجال فجرة، وحين يحسن إليه مدير: يتصور المديرين بررة، وحين يرى نظام مدينة يخيل إليه أنّها الدولة، وحين يتعامل مع فرد يحكم من خلاله على شعب!، والعاقل يضع الأمور في موازينها، ولا يحمّل الأشياء أكثر من مضامينها، فلكل حال مقال، ولا يستقيم لنا التعميم بحال!


المزلة الثانية : تضخيم الصغائر

من طبيعة العقل البشري أن يركز على ما يراه مباشرة، وهذا التركيز يجعل الأشياء تظهر أكبر مما هي عليه في الحقيقة، والوقوف عند الأشياء يجعلك ترى فيها ما لا تراه خلال مرورك السريع عليها، لذا كان النظر كثيرًا للصغيرة: يجعلها في مصاف الكبيرة أو أشد وما ذاك إلا لأنها تضخمت من كثرة ترداد البصر وتكرار النظر، والعاقل يعلم أنه لو كان في طريق سفر ووقف عند كل ما يراه على جنبات الطريق من الصغائر؛ لما وصل ويعلم أن الكبار إنما شُرع وقوفهم من أجل الأمور الكبار.




المزلة الثالثة : محورية الذات
بعض الناس يتصور أنّ ذاته محور من حوله، فيريدهم أن يفكروا بما يفكر، ويهتموا بما يهتم، ويهمشوا ما لا يهمه، فإن طلب: انتظر تلبية حاجاته فورًا، وإن سأل ينتظر الجواب حالًا، وكأن الآخرين قد خُلقوا له، وأنّ أعمالهم تتوقف من أجله ، فلا اعتبار لنفسيات وحاجات غيره ولا تقدير لرغبات وطلبات من حوله، فعليهم أن يعذروه إذا قصّر، وعليهم أيضًا أن يفهموه إذا غيّر وعليهم أيضًا ألا يتضايقوا من غضبه إذا عبّر، ومثل هذا يَتعَب ويُتعِب، ولن تستقيم له أمور ولن تدوم له أنفس مالم يتدارك نفسه بعقال يلجم الذات، وتغيير يصحح التفكير.


المزلة الرابعة : الاستسلام للأولية

من طبيعة النفس البشرية: الركون للمعلومة البكر وإن كانت عارية من الدليل؛ لأن الجو قد خلا لها : فتمكنت، وحين تزاحمها معلومة أخرى تنقضها سواء كانت بدليل أو بدونه، فإن النفس تلقائيًا تجنح إلى تأييد الأولى، وليس في هذا غضاضة إن كانتا بلا دليل، فليست إحداهما بأحق من الأخرى، ولكن الأمر يختلف عندما يكون الدليل مع الأخرى، وهنا يكون المحك بين الاستسلام لسطوة المعلومة البكر، أو الخضوع لسلطان الحجة والدليل، فالنفس تميل إلى الأول والعقل يدعو إلى الثانية!


المزلة الخامسة : المعيار الذوقي

يضع بعض الناس ذوقه: معيارًا للآراء والأحكام، فما يراه جميلًا هو الجمال بعينه، وما يعده فنًا هو الفن بذاته، وما يعجبه هو المفضل دون شك، وأما ما لا يتوافق مع ذوقه، ولا ينسجم مع اختياره: فهو الساقط الذي لا قيمة له، والعقلاء في كل عصر ومصر يعرفون أن أذواق الناس تختلف كما تختلف أشكالهم، إذا لا تكاد تجد ذوقين متطابقين، ومع أنّ هذه الحقيقة واضحة للمتأمل وضوح الشمس في رائعة النهار، إلا أن جل اختلافات الناس في ما بينهم يكون من جملة أسبابها: هذا السبب!


المزلة السادسة : الاستغراق في اللحظة الحاضرة

من طبيعة النفس البشرية أنّ يتملكها الحاضر، دون اعتبار للماضي أو تفكير في المستقبل، وهذا ما يفسر لك كثرة وقوعنا في الأخطاء، إذ حين تستولي اللحظة الحاضرة على الأذهان: تغيب عنها الحقائق! والتحدي يكون حين تقاوم هذا الطغيان الجارف للحدث اللحظي، بحيث تجعله في حجمه الطبيعي فلا يغلق عليك منافذ التفكير القويم؛ ومن ثم تتخذ القرار بالتصرف السليم!


المزلة السابعة : السبب الواحد

تميل العقول البشرية في طبيعتها للأمور السهلة؛ لأنها توفر عليها عملية التفكير المتعبة فتركن لأي تفسير للظواهر وإن كان جزئيًا، فتكتفي في تفسير حدوث حدث أو أحداث: بالسبب الواحد وليت هذا يكون في الأمور الشخصية البسيطة فقط، بل يتمادى فيشمل تفسير الظواهر الاجتماعية والأحداث السياسية، وكثيرًا من الأمور التي تُحيّر العصبة من أولي الفكر والنُهى، والعاقل يعرف أنّ لكل نتيجة مقدمة، وهذه المقدمة تشمل أسبابًا رئيسية وأخرى فرعية، ومن التسطيح مكان أن تختزل بسبب واحد.


المزلة الثامنة : وهم الاستغناء

من طبيعة الإنسان أن يطغى إذا رآه استغنى، وكلما ظن الإنسان أنه مستغنٍ عن غيره: كان أقرب للشدة والجفاء، وكلما ظن أنه محتاجٌ لغيره: كان أقرب للرفق والصفاء، وما أجمل الرفق مع عدم الحاجة، وما أقبح الشدة والإهمال مع عدم الاستغناء، والعاقل يعلم تمام العلم أنه ما دام حيًا فهو محتاج إلى الآخرين مهما كان ومهما كانوا، سنة كونية، والحاجة هنا لا تعني التذلل، ولكن أمور الحياة لا تستقيم ولن تستقيم لأحد دون مساعدة من أحد ومن توهم الاستغناء عن الخلق: فقد ارتقى مرتقى صعبًا، ومن كان في خدمة غيره: سهل الله له من يخدمه.


المزلة التاسعة : الاعتقاد بلا دليل

عندما يغيب العلم، وتميل النفس، وتسيطر البيئة: يصدر الاعتقاد بلا دليل، وهذا النوع من الاعتقادات من أعصى الأشياء على التغيير -إن لم يتداركه توفيق- والمهندس الحاذق لا يبني أبراجه بلا براهين، ولا ينشئ الطرق بلا علامات، لذا تواصى العقلاء قديمًا وحديثًا: استدل ثم اعتقد، ولا تعتقد قبل أن تستدل!


المزلة العاشرة : ماذا لاَ لماذا

مما جُبل عليه الإنسان، أن يتعلق بالظواهر من الأمور، ولا يميل إلى قراءة ما بين السطور، فكل الناس ترى وتسمع وتسأل: ماذا يحدث ؟!، ولكن القليل منهم من يسأل: لماذا يحدث ما يحدث؟!،
فاستكناه الأسباب، واستمطار العلل، واستنباط الحكم، واجترار العبر، بعيدة عن التفكير السائد، رغم أنها تفتح آفاقًا في الفهم، وزيادة في العقل!


المزال كثيرة، ولا تسعها مقالة؛ وإنما هي إشارة عابرة، لعلها تضيء فينا وفيمن أراد "قناديل الفكر".

عنكبوت السنين

عنكبوت السنين
قصص قصيرة جدا


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على حبيبنا وقدوتنا رسول الله
وعلى آله و صحابته الطاهرين أجمعين
عنكبوت السنين
قصص قصيرة جدا
بقلم : حسين العفنان


(1)
وِراثةٌ
***
كلما تذكر طفولته الجريحة
تجهم!
فمازال صراخ أبيه يأكل رأسه..
ومازال صراخه يأكل رؤوس أولاده وأحفاده!


(2)
الطّبعةُ الأخِيرةُ
***
صدرت الطبعة الأولى من كتابه
قبل أن يغرق هو وعائلته في أحد الجسور!


(3)
قِسمةٌ
***
باركتُ له زواجَهُ..
وساعدني في دفن أمي..
اشتريتُ لابنه حلوى..
وزارني في العناية المشددة..


(4)
فضفضةٌ
***
ـ تفضلي الدكتور يستمع إليك..
ـ (زوجي قطفني زهرة من بيت أهلي ، ولم يغرسني في حوض قلبه ،
ولم يسمدني بعطفه ، فعدت حنظلة ينفر الناس منها..)
خمدت..أغلقت السماعة..
دون أن تنتظر إجابته!


(5)
صدمةٌ
***
جعل جمالها سوقا ..
وأنوثتها حذاء..
بكت جمرا بين يديه :
ــ (حَدِّقْ بِنبضِي
أنتَ تاجُهُ وروحُهُ!)
فلم يلتفتْ إليها!
إلا بعد..
أن صارتْ ابنتُهُ سوقا وحذاء!


(6)
فرحٌ مُنطفِئ
***
خرجتْ عليهم باسمةً مشرقةً:
ـ قاسموني الفرحَ وصلتْ ورقةُ طلاقي..
جثتْ :
ـ أرجوكم تمنوا أن يكون حلما!


(7)
عنكبوتُ السّنين
***
قالت :
ـ كلهم ثقوب وثغرات ..
وعنكبوت السنين قد جاست صورهم!
تقدم العاشر.. الحادي عشر..الثاني عشر..
قالوا :
ـ كلها ثقوب وثغرات..
وعنكبوت السنين قد جاست صورتها!


(8)
بدايةُ النهايةِ
***
في ليلة الفرح
تحولَ إلى لهبٍ قائلا :
(زوجتي امرأةٌ غريبةٌ لا تستحق!)
وهي تحولتْ إلى قشٍ !


(9)
وِلادةٌ
***
لم يدخروا شرا
استفاقت كل الشياطين في رؤوسهم
شتموني
ضربوني
حفروا قبري
أهالوا علي التراب
تضاحكوا
لكنهم نسوا أن مِسحاة عزيمتي كانت في لحدي..!


(10)
مِيزان
***
كان طاعنا في الشر..
وكان
وكان
وكان
لم تقولوا سوى الحق!
لكنه يوما ابتسم في وجهي..!